مصعب الخير هو مصعب ابن عمير

مصعب الخير
نسبه:هو مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي ويكنى أبا محمد.
أمه:هى خناس بنت مالك بن المضرب بن وهب بن عمرو بن حجير بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي .
الأولاد:وكان لمصعب من الولد ابنة يقال لها زينب.
الزوجة :حمنة بنت جحش بن رباب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة , فزوجها عبد الله بن عبد بن أبي أمية بن المغيرة فولدت له ابنة يقال لها قريبة .
كان مصعب بن عمير فتى مكة شبابا وجمالا وسبيبا وكان أبواه يحبانه وكانت أمه مليئة كثيرة المال تكسوه أحسن ما يكون من الثياب وأرقه وكان أعطر أهل مكة يلبس الحضرمي من النعال فكان رسول الله ^ يذكره ويقول ما رأيت بمكة أحدا أحسن لمة ولا أرق حلة ولا أنعم نعمة من مصعب بن عمير.
لقد سمع مصعب بن عمير أن محمد بن عبد الله ^ جاء يدعو الناس إلى دين الإسلام وأن هذا الدين يدعو إلى إله واحد ولا يشرك معه أحد .
ولقد علم مصعب بن عمير أن رسول الله ^ يدعو إلى الإسلام في دار أرقم بن أبي الأرقم , فلم يطيل التفكير , ولا الإنتظار , بل أخذ نفسه ذات مساء إلى دار الأرقم تسبقه أشواقه ورؤاه , فذهب إليه ودخل عليه, واستمع له , فأسلم وصدق به, ولقد رأى مصعب فى هذا الدين السماحة , وفيه التخلق بأخلاق حسنة , والإحسان إليهم , فخرج من عند رسول الله ^ مسرورا بإسلامه؛ فكتم إسلامه خوفا من أمه وقومه ؛ فكان يتسلل إلى رسول الله ^ سرا, رغم أن قريشا فى هذه الأيام لا يخفى فيها سرا فعيون قريش وآذانها على كل طريق ووراء كل بصمة قدم فوق رمالها الناعمة اللاهبة.
وفى يوم من الأيام ومصعب ذاهب إلى دار الأرقم ذات مرة رآه عثمان بن طلحة وهو يدخل خفية إلى دار الأرقم بن أبى الأرقم ثم رآه مرة أخرى وهو يصلى كصلاة محمد فسابق ريح الصحراء ليخبر أم مصعب بما رآه من مصعب وعندما سمعت أم مصعب الخبر طار صوابها .
ووقف مصعب أمام أمه و أهله وعشيرته وأشراف مكة فى ثبات ويقين , ولقد زلزلهم بكلمات يتلوها عليهم من القرآن الذى يغسل به الرسول قلوب صحابته ويملؤها حكمة وعدلا وتقى وشرفا.
وعندما سمعت أمه هذا الكلام لطمته لطمة قاسية , ولكنه بوجاهة, وبهائه , ونور قلبه , وحلاوة لسانه الذى زينه بالقرآن , فرض الاحترام , وهدوءاً, يفرض الإقناع .
فحبسته أمه أياما وعندما علم أن المسلمين سوف يهاجرون إلى الحبشة حاول الهرب حتى خرج إلى أرض الحبشة مع من هاجروا, وكانت هذه الهجرة الأولى للمسلمين ثم رجع مع المسلمين حين رجعوا, فرجع متغير الحال وقد غلظ جسمه , فدخل على رسول الله ^ فأرسلت إليه أمه يا عاق أتدخل بلدا أنا فيه ولا تبدأ بي فقال ما كنت لأبدأ بأحد قبل رسول ^ الله فأرادت حبسه فقال والله لئن حبستني لأحرصن على قتل من يتعرض لي فتركته.
يقول عروة بن الزبير قال بينا أنا جالس يوما مع عمر بن عبد العزيز وهو يبني المسجد فقال أقبل مصعب بن عمير ذات يوم والنبي ^ جالس في أصحابه عليه قطعة نمرة قد وصلها بإهاب قد ردنه ثم وصله إليها فلما رآه أصحاب النبي ^ نكسوا رؤوسهم رحمة له ليس عندهم ما يغيرون عنه فسلم فرد عليه النبي ^ وأحسن عليه الثناء وقال الحمد لله ليقلب الدنيا بأهلها لقد رأيت هذا يعني مصعبا وما بمكة فتى من قريش أنعم عند أبويه نعيما منه ثم أخرجه من ذلك الرغبة في الخير في حب الله ورسوله وعن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه قال كان مصعب بن عمير لي خدنا وصاحبا منذ يوم أسلم إلى أن قتل رحمه الله بأحد خرج معنا إلى الهجرتين جميعا بأرض الحبشة وكان رفيقي من بين القوم فلم أر رجلا قط كان أحسن خلقا ولا أقل خلافا منه
ذكر بعثة رسول الله ^ إياه إلى المدينة ليفقه الأنصار
عن البراء بن عازب يقول أول من قدم علينا من أصحاب رسول الله ^ مصعب بن عمير وابن أم مكتوم يعني في الهجرة إلى المدينة ولما هاجر مصعب بن عمير من مكة إلى المدينة نزل على سعد بن معاذ ولما انصرف أهل العقبة الأولى الأثنا عشر وفشا الإسلام في دور الأنصار أرسلت الأنصار رجلا إلى رسول الله ^ وكتبت إليه كتابا ابعث إلينا رجلا يفقهنا في الدين ويقرئنا القرآن فبعث إليهم رسول الله ^ مصعب بن عمير فقدم فنزل على سعد بن زرارة وكان يأتي الأنصار في دورهم وقبائلهم فيدعوهم إلى الإسلام ويقرأ عليهم القرآن فيسلم الرجل والرجلان حتى ظهر الإسلام وفشا في دور الأنصار كلها والعوالي إلا دورا من أوس الله وهي خطمة ووائل وواقف وكان مصعب يقرئهم القرآن ويعلمهم فكتب إلى رسول الله ^ يستأذنه أن يجمع بهم فأذن له وكتب إليه انظر من اليوم الذي يجهر فيه اليهود لسبتهم فإذا زالت الشمس فازدلف إلى الله فيه بركعتين واخطب فيهم فجمع بهم مصعب بن عمير في دار سعد بن خيشمة وهم اثنا عشر رجلا وما ذبح لهم يومئذ إلا شاة فهو أول من جمع في الإسلام جمعة وقد روى قوم من الأنصار أن أول من جمع بهم أبو أمامة أسعد بن زرارة ثم خرج مصعب بن عمير من المدينة مع السبعين الذين وافوا رسول الله ^ في العقبة الثانية من حاج الأوس والخزرج ورافق أسعد بن زرارة في سفره ذلك فقدم مكة فجاء منزل رسول الله ^ أولا ولم يقرب منزله فجعل يخبر رسول الله ^ عن الأنصار وسرعتهم إلى الإسلام واستبطأهم رسول الله ^ فسر رسول الله ^ بكل ما أخبره وبلغ أمه أنه قد قدم فأرسلت إليه يا عاق أتقدم بلدا أنا فيه لا تبدأ بي فقال ما كنت لأبدأ بأحد قبل رسول الله ^ فلما سلم على رسول الله ^ وأخبره بما أخبره ذهب إلى أمه فقالت إنك لعلي ما أنت عليه من الصبأة بعد قال أنا على دين رسول الله ^ وهو الإسلام الذي رضي الله لنفسه ولرسوله قالت ما شكرت ما رثيتك مرة بأرض الحبشة ومرة بيثرب فقال أفر بديني إن تفتنوني فأرادت حبسه فقال لئن أنت حبستني لأحرصن على قتل من يتعرض لي قالت فاذهب لشأنك وجعلت تبكي فقال مصعب يا أمة إني لك ناصح عليك شفيق فاشهدي أنه لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله قالت والثواقب لا أدخل في دينك فيزري برأيي ويضعف عقلي ولكني أدعك وما أنت عليه وأقيم على ديني قال وأقام مصعب بن عمير مع النبي ^ بمكة بقية ذي الحجة والمحرم وصفر وقدم قبل رسول الله ^ إلى المدينة مهاجرا لهلال شهر ربيع الأول قبل مقدم رسول الله ^ باثنتي عشرة ليلة وعن بن جريج عن عطاء قال أول من جمع بالمدينة رجل من بني عبد الدار قال قلت بأمر النبي ^ قال نعم فمه قال سفيان يقول هو مصعب بن عمير وقد آخى رسول الله ^ بين مصعب بن عمير وسعد بن أبي وقاص وآخى بين مصعب بن عمير وأبي أيوب الأنصاري ويقال ذكوان بن عبد قيس
ذكر حمل مصعب لواء رسول الله ^
كان لواء رسول الله ^ الأعظم لواء المهاجرين يوم بدر مع مصعب بن عمير وأيضا قد حمل مصعب بن عمير اللواء يوم أحد فلما جال المسلمون ثبت به مصعب فأقبل بن قميئة وهو فارس فضرب يده اليمنى فقطعها ومصعب يقول وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل الآية وأخذ اللواء بيده اليسرى وحنا عليه فضرب يده اليسرى فقطعها فحنا على اللواء وضمه بعضديه إلى صدره وهو يقول وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل الآية ثم حمل عليه الثالثة بالرمح فأنفذه واندق الرمح ووقع مصعب وسقط اللواء وابتدره رجلان من بني عبد الدار سويبط بن سعد بن حرملة وأبو الروم بن عمير فأخذه أبو الروم بن عمير فلم يزل في يده حتى دخل به المدينة حين انصرف المسلمون وما نزلت هذه الآية﴿ وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ﴾يومئذ حتى نزلت بعد ذلك وقد أعطى رسول الله ^ يوم أحد مصعب بن عمير اللواء فقتل مصعب فأخذه ملك في صورة مصعب فجعل رسول الله ^ يقول له في آخر النهار تقدم يا مصعب فالتفت إليه الملك فقال لست بمصعب فعرف رسول الله ^ أنه ملك أيد به وعن عبيد بن عمير أن النبي ^ وقف على مصعب بن عمير وهو منجعف على وجهه فقرأ هذه الآية من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه إلى آخر الآية ثم قال إن رسول الله يشهد أنكم الشهداء عند الله يوم القيامة ثم أقبل على الناس فقال أيها الناس زوروهم وأتوهم وسلموا عليهم فو الذي نفسي بيده لا يسلم عليهم مسلم إلى يوم القيامة إلا ردوا عليه السلام ويقول خباب بن الأرت قال هاجرنا مع رسول الله ^ في سبيل الله نبتغي وجه الله فوجب أجرنا على الله فمنا من مضى ولم يأكل من أجره شيئا منهم مصعب بن عمير قتل يوم أحد فلم يوجد له شيء يكفن فيه إلا نمرة قال فكنا إذا وضعناها على رأسه خرجت رجلاه وإذا وضعناها على رجليه خرج رأسه فقال لنا رسول الله ^ اجعلوها مما يلي رأسه واجعلوا على رجليه من الأذخر ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهد وكان مصعب بن عمير رقيق البشرة حسن اللمة ليس بالقصير ولا بالطويل قتل يوم أحد على رأس اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة وهو بن أربعين سنة أو يزيد شيئا فوقف عليه رسول الله ^ وهو في بردة مقتول فقال لقد رأيتك بمكة وما بها أحد قط أرق حلة ولا أحسن لمة منك ثم أنت شعث الرأس في بردة ثم أمر به يقبر فنزل في قبره أخوه أبو الروم بن عمير وعامر بن ربيعة وسويبط بن سعد بن حرملة .
*****
قتله كان فداء لرسول الله
وقاتل مصعب بن عمير دون رسول الله ^ حتى قتل وكان الذي قتله ابن قمئة الليثي وهو يظن أنه رسول الله ^ فرجع إلى قريش فقال : قتلت محمدا . فلما قتل مصعب بن عمير أعطى رسول الله ^ اللواء علي بن أبي طالب وقاتل علي بن أبي طالب ورجال من المسلمين