ال يوم دراسي بعنوان المشروعات الصغيرة في ظل الحصار خبراء وباحثون يدعون إلى بلورة سياسات تهدف إلى التغلب على مشكلة التمويل الموجه لتطوير المشاريع الصغيرة في فلسطين
18/05/2011
في
سياق أنشطته المميزة التي يقدمها لطلبته وللمهتمين وللمجتمع، نظم قسم
العلوم الإدارية والمالية في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية يوما دراسيا
بعنوان المشروعات الصغيرة في ظل الحصار، وذلك بحضور كل من الدكتور علاء
الرفاتي وزير الاقتصاد الفلسطيني، الدكتور يحيى السراج عميد الكلية
الجامعية للعلوم التطبيقية، السيد محمد شبير رئيس القسم، إضافة إلى عدد من
المهتمين والمختصين ومدرسي القسم العشرات من طلبته.
بدوره رحب السيد سامي أبو
شمالة رئيس اللجنة التحضيرية بالحضور، موضحا أن الكثير من الشركات العالمية
العملاقة بدأت كمشاريع صغيرة ومع الوقت ونتيجة توافر الكثير من العوامل
تطورت ونمت وأصبحت من الشركات الضخمة التي دعمت الاقتصاد بدرجة كبيرة
وساهمت في توفير فرص عمل لآلاف العمال والموظفين.
من جانبه ثمن الدكتور يحيى
السراج عميد الكلية جهود قسم العلوم الإدارية والمالية في الكلية والذي يعد
من الأقسام المميزة في الكلية بما يحتويه من اختصاصات، مثمنا في ذات الوقت
تلبية وزير الاقتصاد للحضور والمشاركة في هذا اللقاء العلمي المهم،
وإثرائه بخبراته القيمة وأرائه البناءة.
من ناحيته تحدث الدكتور علاء
الرفاتي وزير الاقتصاد الوطني الفلسطيني عن الأهمية الملحة للمشروعات
الصغيرة في دعم الاقتصاد الوطني وصنفها على أنها متناهية الصغر وأن لها
القدرة على استيعاب العمالة أكثر من المشروعات الكبيرة، منوها إلى دور
الجهات الحكومية في دعم هذه المشروعات من حيث الإعفاء الضريبي و الدعم
المالي وتوفير قاعدة بيانات متخصصة ذات جدوى في الدراسات والأبحاث والعمل
الميداني، مضيفا أن صندوق الاستثمار الفلسطيني له دور كبير في تمويل
المشروعات الصغيرة حيث تم زيادة رأس المال الخاص به ليصل إلى ثلاثة ملايين
دور أمريكي.
من جانب آخر أكد السيد محمد
شبير رئيس قسم العلوم الإدارية والمالية على ضرورة الاهتمام بالمشاريع
الصغيرة لما لها من أثر كبير في تطوير المجتمع الفلسطيني وتنمية اقتصاده
خاصة في ظل الحصار والإغلاق.
ومع انطلاق وقائع اليوم
الدراسي، ذكر السيد مروان الدهدار من الكلية الجامعية في ورقته أن
المشروعات الصغيرة ازدادت في قطاع غزة بشكل ملحوظ وذلك لأنها تمثل عصب
الاقتصاد وتوفر العديد من فرص عمل وتشجع التوظيف الذاتي في ظل نسب البطالة
المتزايدة إضافة إلى تنمية عجلة الاقتصاد المحلي في ظل الحصار وقلة الفرص
المتاحة.
من ناحية أخرى أوضح السيد
سامح الحداد أن المحاسبة تلعب دورا أساسيا في الشركات سواء كانت صغيرة أو
كبيرة نظرا لما تقدمه من معلومات دقيقة عن الموقف المالي للشركة بالإضافة
لمدى قدرة الشركة على تحقيق الأرباح وتجعل صاحب الشركة على دراية كاملة بما
يحدث في شركته من جميع النواحي ومعرفة نقاط القوة والضعف.
وحول دور مؤسسات الإقراض في
تنمية المشاريع الصغيرة، أوضحت السيدتان منال البحيصي وسماح الصفدي من
الكلية الجامعية أن مؤسسات الإقراض ساعدت في دعم المشاريع الصغيرة وخصوصا
لدى المقترضين المسئولين عن إيجاد مصدر رزق لأسرهم سواء رجالاً أو إناثا،
كما ساعدتهم على القيام بمهامهم وتحمل مسئولياتهم تجاه أسرهم وعدم الشعور
بالعجز بسبب الفقر وضيق ذات اليد.
وفي سياق آخر، أفاد الباحثان
عبد الفتاح نصر وغازي الصوراني أنه نتيجة للسياسات الإسرائيلية التعسفية
ضد الاقتصاد الفلسطيني، فقد انحصرت معظم المشروعات الاقتصادية طول فترة
الاحتلال في المشاريع الصغيرة ذات الملكية الفردية حيث أنه فى عام 2000
بلغت نسبة الأسر الفلسطينية في قطاع غزة التي تعتمد على المشاريع الأسرية
الصغيرة كمصدر رئيسي للدخل حوالي 25% حيث تعرضت المشروعات الاقتصادية
لخسائر اقتصادية باهظة منذ بداية انتفاضة الأقصى ما أدى إلى تراجع نسبة
الطاقة الإنتاجية المستغلة وتدمير وإغلاق كثير من المشروعات، مؤكدان على
أنه ورغم ذلك ما زالت تعتبر المشاريع الصغيرة العمود الفقري للاقتصاد
الوطني والسمة العامة لهيكله.
وخرج المشاركون بمجموعة من
المقترحات والتوصيات لتطوير المشروعات الصغيرة في فلسطين، في مقدمتها
المساهمة في توفير القروض والدعم اللازم لتمويل رأس المال العامل والعمل
على تمويل الأفكار الريادية الجديدة في سبيل تنمية المشروعات الصغيرة
اقتصاديا واجتماعياً، وتشجيع البنوك على تمويل المشروعات الصغيرة بأسعار
فائدة منخفضة، من خلال منحها امتيازات مادية، وتخفيض نسبة الاحتياطي
الإلزامي للبنوك بالتناسب مع الأموال التي يتم تمويلها للمشروعات الصغيرة،
وتدريب أصحاب المشروعات الصغيرة على نظم الإدارة الحديثة للمشروعات.
وطالب الباحثون بضرورة
مراجعة وتقييم السياسات الاقتصادية المتبعة في سبيل إيجاد السياسات القادرة
على حماية وتطوير المشروعات الصغيرة في فلسطين، وإنشاء جهة حكومية متخصصة
للتعامل مع المشروعات الصغيرة للحد من تبديد الجهود والإمكانيات من خلال
عدة مؤسسات، والعمل على تنظيم المعارض المتخصصة لترويج وتسويق منتجات
المشروعات الصغيرة ونشر المعلومات التسويقية اللازمة لمساعدتهم على تسويق
منتجاتهم داخ فلسطين وخارجها.
ومع اختتام وقائع اليوم
الدراسي، تم تكريم المشاركين وتوزيع شهادات التقدير على الباحثين وأعضاء
اللجنة التحضيرية والتقاط الصور التذكارية لهم.