هل التربية العربية سوية ؟ ولماذا ؟ من مادة مدقمة للتربية للدكتور عبد الفتاح عليان

بسم الله الرحمن الرحيم


هل التربية العربية سوية ؟ ولماذا ؟
لا .
أولا لنعرف التربية :-
لغة / هي مصدر من الفعل ربا يربو بمعني ينمو وينشأ .
أما اصطلاحا / هناك العديد من التعاريف وسنذكر القليل منها :-
1. هي التنشئة والتنمية .
2. هي تعديل سلوك الفرد ونموه بشكل متكامل في كافة النواحي الجسمية والنفسية والوجدانية والعقلية .
3. هناك علماء عرفوا التربية منهم :-
- أفلاطون :
التربية هي أن تصفي علي الجسم والنفس كل جمال ممكن لها
- امانويل :
ترقية جميع أوجه الكمال التي يمكن ترقيتها في الفرد .
- جون دوي :
التربية هي الحياة وهي عملية تكيف بين الفرد والبيئة .
- ساطع الحصري :
التربية هي التنشئة الفرد قوي البدن حسن الخلق صحيح التفكير مدركا واجباته .

كما أن هناك ضرورة واضحة للتربية ويجب أن نعرفها وهي علي النحو التالي :-
- بالنسبة للفرد :
• أن التراث لا ينتقل من جبل إلي أخر بالوراثة.
• أن الطفل الوليد بحاجة إلي كثير من الرعاية والعناية.
• الحياة البشرية تحتاج إلي إضافة وتطوير لأنها كثيرة التعقيد والتبديل .
- نسبة للمجتمع :
• الاحتفاظ بالتراث الثقافي من الضياع .
• تعزيز التراث الثقافي لأن محتواه يكون غزيرة واسعة.

كما هناك أهداف للتربية :
1. التقرب إلي الله .
2. تحقيق الذات والاهتمام بالفروق الفردية .
3. إيجاد المواطن الصالح .
4. إيجاد الإنسان الاجتماعي.
بما أنه هناك أهداف فهناك أيضا مواصفات للهدف التربوي:
1. عاما لكل الناس .
2. شامل جوانب الحياة .
3. مؤديا إلي التوازن والتوافق وعدم التناقض .
4. مرن.
5. صالح للبقاء والاستمرار والخلود .
6. مناسب للكائن الحي .
7. غير متجاف عن الحقائق الأخرى .
8. واقعيا وقابل للتطبيق .
9. يجب أن يتحول إلي إجراءات .

وأما صلة التربية بالعلوم الأخرى :
1. التربية والفلسفة :
الفكر التربوي هو فلسفة قبل أن يكون أي شئ أخر فمعظم المشكلات التربوية تحتاج في حلولها لنظرة فلسفية ولا يستطيع أي تربوي أن يتحدث في التربية بدون قاعدة فلسفية .
2. التربية وعلم الإنسان :
هذا العلم يدرس سلوك الإنسان وعلماء الإنسان يقارنون أوجه الشبه والاختلاف بين البشر ويهتمون بدراسة المجتمعات الإنسانية العامة من مجتمعات إقليمية وصناعية وبدائية بسيطة
3. التربية وعلم الاجتماع :
علم يتناول المجتمع ككل ويحدد خصائص الظواهر الاجتماعية والعلاقات المتبادلة بينها وهو من العلوم الذي يحاول الوصول إلي قوانين وقواعد تفسر الظواهر الاجتماعية كما يساعد الفرد للتكيف في المجتمع والعيش معه ويدرس عدة مواضيع كالجماعات الاجتماعية والعمليات الاجتماعية والثقافة والتفسير والشخصية .

التربية وعلم النفس :
علم النفس علم وصفي تقريري يصف السلوك ويفسره علي ما هو عليه وتعريفه/ العلم الذي يدرس سلوك الإنساني أي ما يصدر عنه من أفعال وأقوال وحركات ظاهرة كما يدرس أوجه نشاط الفرد وهو تفاعل مع البيئة والتكيف معها .

فهدف العملية التربوية العام والأسمى:
إن الهدف العام والأسمى للعملية التربوية هو تنمية الشخصية الإنسانية تنمية متكاملة من جميع النواحي العقلية والجسمية والاجتماعية إلي أقصي حد ممكن بحيث يصبح شخص منتج ومبدع في المجتمع الذي يعيش فيه ويمكننا القول الموضوع الأساسي هو الإنسان الذي يعيش في جماعة ضمن إطار مجتمع ثقافي يحاول المحافظة علي التراث ومتمسك بمحتواه .

هناك أسس للتربية وهي:
1. الأسس الفلسفية :
العلاقة الوثيقة بين الفلسفة والتربية فإذا كانت الفلسفة تعبر عن أفكار مصدرها الثقافة فإن التربية هي المجهود التطبيقي الذي يترجم هذه الأفكار ويحولها إلي دراسات وسلوك فالفلسفة والتربية يبحثان في شئ واحد وهو الحياة وتجمع في

ثلاث اتجاهات هي /
• الاتجاه التسلطي ( الدكتاتوري) /
يكون المدرس مركز الدائرة في عملية التعلم والتعليم داخل المنهج الدراسي وتسمي فلسفة تقليدية .
• الاتجاه الديمقراطي /
أن يكون لكل مدرس وتلميذ اعتباره في العملية التعليمية وتسمي فلسفة متقدمة .
• الاتجاه التحرر المطلق ( الترسلي )/
أن يكون له الحرية المطلقة ويقوم علي مركزه الطفل دون تلقي أي توجيه من المدرس إلا إذا طلب منه ذلك وتسمي فلسفة طبيعية .





2. الأسس التاريخية /
فلا شك أن العوامل التاريخية هي التي تؤثر وتقف وراء التقدم والتخلف الذي تشهده المجتمعات وتساعد الأسس التاريخية للتربية معرفة :
1. ما ورثته الأمة عن الماضي وما أعدت للحاضر وكيف تخطط للمستقبل .
2. مواجهه المشكلات التعليمية المختلفة في ضوء معالجة المشكلات القديمة .
3. الابتعاد عن كل ما هو غير صالح والبحث عن ما هو صالح .

الأسس النفسية :
يجب معرفة حاجات المتعلم وميوله ورغباته إلي التعليم وكيفيه نموها وتسهيل هذه المهمة بحيث تقوم علي:
1. معرفة طبيعة المتعلم :
أي معرفة الفرد وحاجاته ورغباته وقدراته وسلوكه ومعرفة تكوينه العضوي والسلوكي .
2. معرفة طبيعة التعلم :
وهي المادة العلمية والمحتوي هل هو مناسب مع المتعلم ويجب اختيار الأنسب لكل موضوع .
3. معرفة طبيعة البيئة :
أي البيئة التي يعيش فيها الفرد ومن حوله من بيئة اجتماعية وطبيعية ومدي صلاحيتهم وصلاحية المجتمع الذي يعيش فيه





الأسس الاجتماعية :
وهي الظواهر الاجتماعية في شتي الحضارات ومختلف الثقافات الإنسانية وهناك أبعد مجتمعية وهي:
1. البناء الطبيعي :
وهي المؤثرات الخارجية كالمناخ والتضاريس والمصادر الطبيعية
2. البناء السكاني :
ويقصد بها الجنس السكاني ودينهم ونوعهم وتركيبهم العمري
3. البناء المهني :
أي صناعات ومهن كظهور المهن و الأعمال البحرية
4. البناء الطبقي أو الاجتماعي :
أي نظام المستويات الاجتماعية أو الحالات المادية
5. البناء التنظيمي :
نظام الحكم السائد في المجتمع الديمقراطي سوء كملكي أو شيوعي أو أميري.
6. البناء المؤسسي ( بناء المؤسسات ):
نظام الإداري والمدن والحضر ونظام المدارس الرسمية وغير الرسمية .









الأسس السياسية :
وهو نظام يدعي دولة أو حكومة أو هيئة منظمة ونظام الفراعنة والسلطة والحكم وسياستهم والحكم بمقتضي العادة وهناك أنظمة تربوية سياسية :

1. النظام التربوي الدكتاتوري :
هو الذي يفرض علي الأفراد من قبل الدولة .
2. النظام التربوي الديمقراطي :
هو الذي يكون بتعاون الأفراد مع الدولة .
3. النظام التربوي الطارئ :
هو الذي تفرضه الدولة بحيث يكون مناسبا للظروف الاستثنائية

الأسس الاقتصادية :
ظهرت حديثا وهناك عدة نظم اقتصادية – زراعية –صناعية – تجارية وغيرها المرتبطة بالتربية ارتباط وثيق .
الأسس الدينية :
وهو تغير الظروف التي كانت تسود العصور البدائية السابقة من عبادات وأقوال وأفعال إلي أفكار ومعتقدات سليمة والاتجاهات الصحيحة التي يقتضيها الدين وإخراجهم من عبادات أشياء كالرعد – البرق – الظلام – الزلازل والكوارث الطبيعية إلي عبادة رب هذه الأشياء وهو الله ومن عبادة الأشياء المادية وبدأت بالتطور الديانات وتعددت حتى نزلت الديانات السماوية المعرفية .




ألأسس الثقافية :
هي كيفية تعلم الانسان مند بداية حياته بالنقش علي الصخر واعتماده على العظام والصخور والإنسان للكتابة والرسم وأيضا للحصول على الطعام وبدأت الأحداث تتطور ولأساليب والأدوات واكتشاف كل ماهوحديدحتي وصلنا إلى يومنا هذا.

وبعد أن انتهينا من أسس التربية لا بد أن نفرق بين التربية بنوعيها الواسع وهي التربية غير المقصودة وبمعناها الضيق وهي التربية المقصودة ؟

التربية بمعناها الواسع- التربية غير المقصودة ؟
وهي التي تتم من خلال مناشط الحياة المختلقة ومؤسسات المجتمع المتعددة (النوادي – المساجد وغيرها ) وتشكل نسبة 90 % وهي التي يكتسب من خلالها الفر الايجابيات والسلبيات كما وهي تربية غير مخطط لها مسبقا .
التربية بمعناها الضيق – التربية المقصودة ؟
هي التربية التي تقدمها المؤسسات التعليمية للتربية ( رياض الأطفال – الحضانة - المدارس – الجامعات – المعاهد ) وهي تربية مخطط لها مسبقا ولها تقويم تكويني و تقويم نهائي .




وفي النهاية نتكلم عن وظائف التربية :

1. نقل التراث الثقافي :
يعمل المجتمع علي حفظ ذاته والبقاء عن طريق نقل التراث الثقافي للمجتمع من جيل إلي جيل ويتم ذلك عن طريق مؤسسات اجتماعية وثقافية مختلفة وتلعب المؤسسات التعليمية دور أساسيا في نقل التراث الثقافي .

2. التربية وسيلة لبقاء المجتمع :
من المعروف أن الإنسان يعيش وهو في تفاعل مستمر مع مكونات وعناصر البيئة التي يعيش فيها وذلك بما تتضمنه من مجالات فيزيائية وحيوية واجتماعية واستطاع الفرد الإنساني التكيف بنجاح ويسيطر بذكاء علي مكونات بيئته وبذلك تحقق له العيش بطريقة متقدمة وآمنة.

3. التربية أسلوب لتنمية الأفراد :
بقاء المجتمع واستمراره لا يعتمد علي الاستمرارية نمط الحياة السائد فقط بل لا بد من تطوير الحياة نحو الأفضل لذلك يجب القضاء علي بعض الأساليب السلبية التي لا تساير ظروف العصر والمجتمع والتي تقاوم عملية التقدم والاتجاه نحو حياة الأفضل .

4. تطبيع التلاميذ اجتماعيا :
وهي إكسابهم الصفة الاجتماعية التي تميز الجنس البشري بصفة خاصة وإعدادهم للحياة الحاضرة ومستقبل أيامهم وذلك بإكسابهم المهارات الأساسية كالقراءة والكتابة ومبادئ الحساب والمعارف المختلفة والتي تساعدهم علي التكيف بنجاح مع حياة المجتمع .

5. العالم المعاصر والتغير:
وهو إدراك أن العالم المعاصر يتسم بالسرعة في التغير وحقيقة العصر هي التغير لا الثبات والتغير ويتناول العديد من ألوان الأنشطة الحياتية .

6. التربية والتوجيه والانضباط الاجتماعي :
تسعي التربية إلي إكساب الصغار من أبناء المجتمع الاتجاهات والقيم والمعايير السلوكية الملائمة والتي ترضاها حياة الجماعة والتي تساير ظروف المجتمع ومعتقداته وتقاليده.


7. تحقيق النمو الشامل لكافة جوانب شخصية الفرد :
التربية تهيئ الطرق المختلفة لتحقيق النمو المتكامل لشخصية التلميذ من كافة الجوانب العقلية والاجتماعية والجسمية فالتربية تهدف إلي تنمية شخصية التلميذ

ومن أهم المؤسسات الاجتماعية والجماعية المؤثرة علي حياة الأفراد :

1. الأسرة:
هي الخلية الأولي التي يتكون منها المجتمع الإنساني وللأسرة أدوار مؤثرة كثيرة تؤثر في تنشئة الفرد.

2. وسائل الإعلام والإعلان والثقافة الجماهيرية :

تتضمن وسائل الإعلام المسموع والمرئي والسينما والصحافة المطبوعة والمعارض والمتاحف ولا يستطيع أن ينكر الأدوار الفعالة والمتزايدة والتي تشكل شخصيتهم .
3. الهيئات الدينية :
تلعب الهيئات الدينية أدوار قيادية في تربية أبناء وأفراد المجتمع وتنمي لديهم الاتجاهات الطيبة والقيم الدينية الفاضلة .
4. جماعة الأفراد :
وهي التي تتضمن جماعة الأصدقاء الذين تتقارب أعمالهم وهم في الغالب يكونون مجموعة متجانسة ومتشابهة نسبيا من حيث طرق التفكير والاتجاهات والرغبات .






إشراف الدكتور /
عبد الفتاح عليان .