أخطاء شائعة عن المسجد الأقصى
إن مما يُلاحَظُ على العامة والخاصة على حد سواء ، أخطاء شائعة حول المسجد الأقصى ، وقد يعود أصل هذه الأخطاء إلى شدة شغف أهل الديانات الثلاث : الإسلام ، والمسيحية واليهودية إلى هذا المكان ، وكلٌّ منهم له اعتقاده الخاص بهذا المكان ، فضلا عن المسميات والمصطلحات الخاصة بكل ديانة مما أدَّى إلى تداخلها وتأثر بعض المسلمين بها .
ولما أَرَّخَ المؤرخون ، وكتبوا تاريخ هذه المدينة العريقة ، كتبوا الغَثَّ والسمين ، وكلٌّ ذهب حسب مشربه واعتقاده كما أسلفنا ، فضلا عمن كان له دور من المستشرقين اليهود في تزييف التاريخ ، وقلب الحقائق لتدل في النهاية ، وتصب في مصلحة دولتهم المزعومة .
لهذا كان لزاما علينا أن نوضح بعض الأخطاء الشائعة عن المسجد الأقصى حرسه الله ، ومنها:
1) لا يفرق الناس بين قبة الصخرة ومصلى المسجد الأقصى ( انظر الصورة في الأعلى ) ، وعلى ما يبدو وكما أشار بعض الباحثين المعاصرين ان مراد اليهود من ذلك هو تعليق الناس بما لا قداسة فيه حتى لو أرادوا هدم المسجد الأقصى لا يعبأ المسلمون بما يصنعه اليهود .
2) أن الساحة التي تشمل مُصَلَّى المسجد الأقصى وقبة الصخرة والمسطبات وغيرها من قباب وأسبلة وأشجار هي واقعة تحت اسم المسجد الأقصى ، وليس البناء الذي يسمى الآن المسجد الأقصى ، بل هو مصلى المسجد الأقصى وجزء من المسجد ليس إلاّ .
3) ليس هناك أي فضل من أثر صحيح يُذْكَر ، أو مزية خاصة للصخرة الموجودة تحت ما يسمى الآن بقبة الصخرة ( المذَهَّبَة ) ، بل هي جزء من المسجد الأقصى .
4) ليس هناك دليل صحيح على أنَّ مَنْ حج عليه أنْ يُقدِّس حجته بزيارة المسجد الأقصى .
5) الصخرة : لقد حكيت حول هذه الصخرة حكايات تعدد ت مصادرها منها :
أ ) زعموا ان مياه الأرض كلها تخرج من تحت المسجد الأقصى .
ب) ويدعون أنها معلقة بين السماء والأرض .
ج) كما ان الصلاة تحتها له فضل خاص .
د ) ويقولون ان النبي لما عرج به إلى السماء ارتفعت معه فأمرها بالبقاء .
هـ) ويزعمون أن النبي صلى تحتها ومعه مجموعة من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين .
و ) ليس هناك أي فضل من أثر صحيح يُذْكَر ، أو مزية خاصة للصخرة الموجودة تحت ما يسمى الآن بقبة الصخرة ( المذَهَّبَة ) ، بل هي جزء من المسجد الأقصى ، وغيرها كثير من الخرافات التي لا أصل لها من الشريعة .
6) محراب داود : اعتقادا من العامة ان النبي داود عليه السلام هو الذي بناه وانه كان يصلي عنده ، وهو الآن في صدر مصلى الأقصى ، والصحيح انه بني في عهد عبد الملك بن مروان ويبدوا ان الناس تأولوا نسبته إلى داود عليه السلام وهو مما لا شك فيه ان نسبة هذه الآثار إلى أنبياء بني إسرائيل هو مطمع يصبوا إليه اليهود ليضيفوا إلى رصيدهم من الأدلة التي تثبت حقهم على هذه الأرض زورا وبهتانا خاصة إذا كانت الحقيقة مغايرة للواقع.
7) إصطبلات سليمان ( سابقا ) - المصلى المرواني ( حاليا ) : وهو الذي يقع اسفل الجهة الجنوبية الشرقية من مصلى المسجد الأقصى والذي يبلغ مساحته
تقريبا ( 3750 ) متر مربع يعتقد كثير من الناس ان هذا المكان من بناء سيدنا سليمان عليه السلام، وهذا من التلبيس والدس الذي يستعمله اليهود ، حتى تنسب لهم فيما بعد لتكون شاهدا على وجودهم على هذه البقعة منذ الأزل ، والصحيح أنها من بناء الأمويين كما اثبت أهل الآثار ، بناها عبد الملك بن مروان لتكون اصطبلات لخيولهم وبيوتا للحمام الزاجل ، وقد أصر المسلمون بإعادة افتتاحه وتحويله الى مصلى أطلقوا عليه – المصلى المرواني – نسبة إلى مؤسسه الحقيقي ، وقد احسنوا في ذلك .
يقال عن الحائط الذي يسميه المسلمون البراق ، نسبة إلى ربط البراق الذي ركبه النبي في إسرائه إلى المسجد الأقصى ، ولم يثبت دليل صحيح على أن البراق رُبِطَ عند هذا الحائط بعينه ، و فضلا عن ذلك يسميه بعض الناس بحائط المبكى ، وهي تسمية يهودية لهذا المكان لأنه باعتقادهم جزء باقٍ من الهيكل .
9) " حِطَّة " من أبواب المسجد الأقصى : يعتقد العامة أنَّهُ سُمِّيَ بذلك لأن الله لما أمر بني إسرائيل بدخول المسجد الأقصى أمرهم أن يقولوا ( حِطَّة ) فقالوا ( حِنْطَة ) ، وأنهم دخلوا من هذا الباب، وهذا لم يثبت .
10) لم يثبت في أجر الصلاة من الأحاديث الصحيحة إلا ما يعدل 250 صلاة وما عدا ذلك فضعيف لا يصح .
11) أن المشاع حول مسجد عمر رضي الله عنه ( الواقع بالقرب من كنيسة القيامة ) انه لما أتى عمر – رضي الله عنه - بيت المقدس فاتحا ، أراد أن يصلي بالكنيسة ، فرفض حتى لا تتخذ بعده أو يُطالَب بها المسلمون سُنَّة فصلى في مكان خارج المسجد الأقصى وهذا لا يصح سندا ولا متنا ، فكيف يصلي في الكنيسة أو خارج المسجد وهو قريب من المسجد الأقصى وليس بينه وبينه إلا بضعة أمتار .
12) قولهم : ( ثالث الحرمين ) عن المسجد الأقصى عبارة غير دقيقة من حيث الاصطلاح الشرعي لان الحرم هو : ما يَحْرُمُ صيدُه وشجره ، أما بيت المقدس فانه لا يَحْرُم صيده ولا شجره ، كما هو الحال في الحرمين الشريفين مكة والمدينة وذلك باتفاق العلماء .
13) ( حائط البراق الشريف ) مقولة دارجة على لسان وكتب المثقفين فضلا عن عوام المسلمين ، وكلمة الشريف العائدة لهذا الحائط فيها تخصيص وتكريم مميز لهذا الحائط ، وهذا المكان مشرف ببركة عامة دون تخصيص جزء على جزء من نواحي المسجد الأقصى ، وهذا فضلا عن أن البركة الواردة لهذا المكان إنما هي له كموقع وليست البركة في حجارة بُنِيَ منها المسجد الأقصى .
والله أعلم